عائلات الرهائن الإسرائيليين تتظاهر على وقع معلومات جديدة
تظاهرت عائلات الرهائن الإسرائيليين في غزة، مساء السبت، في تل أبيب والقدس الغربية وقيسارية على وقع معلومات جديدة وآمال بصفقة تبادل.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية النقاب، مساء السبت، النقاب أن التقديرات في إسرائيل هي أن الرهائن الإسرائيليين باتوا في جنوبي قطاع غزة.
وبدت المعلومات مفاجئة بعد أن سرب الجيش الإسرائيلي طوال الأسابيع الماضية بأن تقديراته هي أن الرهائن، وعددهم 239، يوجدون في نفق أسفل مستشفى الشفاء في شمال القطاع.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية: “تشير التقديرات في إسرائيل إلى أنه حتى قبل بدء الهجوم البري في شمال قطاع غزة، كان معظم المختطفين محتجزين في الجنوب”.
ومع ذلك فقد أشارت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، مساء السبت، إلى أن الوساطة المصرية والقطرية والأمريكية لإبرام صفقة تبادل أسرى ما زالت مستمرة.
وقالت: “زارت طائرة إسرائيلية رفيعة المستوى القاهرة الخميس الماضي، وأقلعت الطائرة متوجهة إلى مصر مرة أخرى بعد عودتها من قطر، حيث التقى المسؤولون رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز”.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية أشارت إلى أن إسرائيل تريد صفقة تشمل العشرات من الإسرائيليين بمن فيهم الإسرائيليون الأجانب، وأن “إسرائيل على استعداد لدفع الثمن”، في إشارة إلى الإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية وتسهيلات في إدخال المواد الإنسانية العربية والدولية إلى غزة.
وعلى وقع هذه التطورات فقد تظاهر الآلاف من عائلات الأسرى والمناصرين لهم في تل أبيب والقدس الغربية وقيسارية للطلب من الحكومة العمل من أجل إطلاق أبنائهم من غزة.
وكانت أكبر المظاهرات في مدينة تل أبيب، حيث دعا المتظاهرون الحكومة للعمل الجاد من أجل إعادة الرهائن.
وقالت نوعم بيري، التي تم أخذ والدها رهينة من نير عوز في غلاف قطاع غزة، للحشود: “يا رئيس الوزراء، أعضاء الحكومة، لا تتحدثوا معي عن الغزو، لا تتحدثوا معي عن تسوية غزة (بالأرض)، لا تتحدثوا على الإطلاق. ما عليكم سوى اتخاذ الإجراءات اللازمة وإعادتهم إلى المنزل الآن”.
كما حمل الإسرائيليون صورا، وارتدوا قمصانا عليها صور الرهائن مع شعار “أعيدوهم إلى البيت”.
ولوحظ أن عددا من العائلات حملوا اللافتات، ورددوا الشعارات الداعية لوقف إطلاق النار في غزة.
ورفعوا لافتات كتب عليها “إسرائيليون من أجل وقف إطلاق النار”، و”وقف إطلاق النار الآن”، و”إعادة الرهائن أولا”.
كما ظهرت أصوات باتت تعتبر أن ما يجري في غزة “مجزرة”، إذ جاء في إحدى اللافتات” إن مجزرة لا تبرر مجزرة أخرى”، في إشارة إلى أن قتل 1200 إسرائيلي يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في بلدات غلاف غزة لا يبرر ما يجري من قتل للفلسطينيين في غزة منذ أكثر من شهر.
كما تجمع مئات الأشخاص أمام منزل عائلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيسارية للمطالبة باستقالة نتنياهو في أعقاب الحرب.
وعلقت لافتات كتب “بيبي مذنب، المساءلة الآن” و”نتنياهو سيستقيل الآن، كيف لم تعرف شيئا؟”.
كما حمل المتظاهرون صورا للرهائن يطالبون بإطلاق سراحهم من غزة.
ودعا أهارون ديفيد، أحد المتظاهرين، نتنياهو إلى الاستقالة، وقال للصحفيين: “لقد أعلن الكثيرون بالفعل مسؤوليتهم، واعترفوا بالخطأ الاستخباراتي، ونقص المعرفة، ويواصل بيبي (نتنياهو) شن الحرب. هل هذا منطقي؟ لن نسمح له حتى يغادر”.
ومن جهتها، قالت المتظاهرة إيلانا ليفي للصحفيين: “بيبي (نتنياهو) أظهر المسؤولية الشخصية مرة واحدة، واتركنا بالفعل”.
وتم تنظيم مظاهرة في القدس الغربية بمشاركة المئات.
ارتفاع أعداد الجنود القتلى في شمال غزة
وفي الغضون، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 4 بجروح خطيرة بالمعارك البرية في شمال قطاع غزة ما يرفع عدد الجنود القتلى بالمعارك خلال أسبوعين إلى 41.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية أعلنت إصابة 260 جنديا بالمعارك خلال أسبوعين بينهم 100 بجروح خطيرة.
قتال في محيط المستشفيات
وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري قال في مؤتمر صحفي، مساء السبت: “في اليوم الأخير، قامت العديد من القوات البرية بتغطية من الطائرات والقوات البحرية بتعميق عملياتها في مخيم الشاطئ -المعقل المركزي لحماس في قطاع غزة”.
وفي إشارة إلى نزوح عشرات آلاف الفلسطينيين لجنوب قطاع غزة مع اشتداد المعارك، أضاف: “لقد فقدت حماس قبضتها على شمال غزة، وخرج سكان غزة ضد تعليماتها”.
ونفى هاغاري أن تقوم قواته بمهاجمة مستشفى الشفاء، ولكنه أشار إلى اشتباكات كبيرة تتم في محيط المستشفى.
وقال: “يوجد مخرج ومدخل آمن دائم في الجزء الشرقي من المستشفى”.
وأضاف: “تحدثنا اليوم مع طاقم مستشفى الشفاء وقلنا له بوضوح الجيش الإسرائيلي لا يهاجم المستشفى. سنواصل السماح للمرضى والطاقم الطبي وجميع سكان شمال قطاع غزة بالمرور إلى الجنوب بأمان”.
وقال شهود عيان إن نازحين في المستشفى حاولوا الخروج منها للتوجه جنوبا، إلا أن قوات الجيش الإسرائيلي قصفتهم.
وتابع هاغاري: “نحن نتحدث بشكل مباشر ومنتظم مع طاقم المستشفى، طلب طاقم مستشفى الشفاء أن نقوم غدًا بمساعدة الأطفال في قسم الأطفال للوصول إلى مستشفى أكثر أمانا، وسوف نقدم المساعدة اللازمة”.
ولكن وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، قالت في مؤتمر صحفي في رام الله “إن استهداف المستشفيات والطواقم الطبية والإسعافية بقطاع غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ36 على التوالي، “جريمة حرب”، وإبادة جماعية.
وأضافت: “آلة التدمير والقتل الإسرائيلية ما زالت تمارس عدوانها على القطاع لليوم الـ36، حيث وصل عدد الشهداء منذ بداية العدوان على قطاع غزة إلى أكثر من 11 ألف شهيد، منهم أكثر من 4500 طفل و3000 امرأة، و700 مسن، في حين وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 27 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال.
ونوهت الوزيرة الكيلة إلى أنه تم قصف واستهداف مستشفى الشفاء، وقطع التيار الكهربائي عن أجزاء وأقسام كبيرة منه، حيث قصف الطابق الرابع من مستشفى النسائية والتوليد والعيادات الخارجية، وانقطاع التيار الكهربائي عن العناية الحثيثة للأطفال، الموجود فيها 39 طفلا مهددين”.
وأضافت أن مستشفى العودة قصف، ودمرت أجزاء من المبنى، وتم تدمير عدد من مركبات الإسعاف، وساحات المستشفى، وتم إبلاغ الطواقم الطبية في المستشفى بضرورة إخلائه فورا، تاركين المرضى دون أدنى عناية طبية، إلا أن الكادر الطبي بقي بإصرار في المستشفى، إضافة إلى مستشفى المعمداني الأهلي العربي، الذي بقي يعمل فيه قسم العظام والجراحة بعد قصفه، بالإمكانيات المتاحة.
وتابعت، أنه تم قصف غرفة العمليات، والألواح الخاصة بالطاقة الشمسية في مستشفى العيون التخصصي، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عنه، وخروجه عن الخدمة، إضافة إلى قصف مستشفى الطب النفسي، وتدمير 50% من مبناه.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي قصف المستشفى الإندونيسي بشكل متكرر منذ الأسبوع الماضي، ومحاصرته بالدبابات، وتم إلحاق أضرار بالعديد من الأقسام، والذي يعمل فقط قسم العناية المكثفة، وذلك على المولد الكهربائي الصغير، ومستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر خارج عن الخدمة، نتيجة استهدافه بشكل مباشر.
وأشارت أيضا إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف المستشفى التركي الوحيد المخصص لعلاج الأورام، وأصبح خارج الخدمة تاركا ما يزيد على 10 آلاف مريض، دون تقديم العلاج.
وكان هاغاري أشار في المؤتمر الصحفي مساء اليوم إلى أن 200 ألف فلسطيني نزحوا خلال الأيام الثلاثة الماضية من شمال غزة إلى جنوبه.
وعلى إثر ذلك فقد قال وزير الزراعة والقيادي في حزب “الليكود” آفي ديختر للقناة 12 الإسرائيلية: “هذه نكبة غزة عام 2023”.
وعادة ما يطلق الفلسطينيون النكبة على حرب 1948، حينما تم تهجيرهم إلى خارج فلسطين ولم يعودوا حتى اليوم.
وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد بيروت بمصير غزة
إلى ذلك، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، السبت، العاصمة اللبنانية بيروت بمصير مشابه لغزة.
وقال للصحفيين في شمالي إسرائيل: “حزب الله على وشك ارتكاب خطأ فادح، قد ينتهي الأمر بسكان بيروت إلى نفس الوضع الذي يعيشه أهل غزة، حيث يرفعون بالفعل العلم الأبيض ويهربون من منازلهم”.
وأضاف: “أقول هنا لمواطني لبنان، إنني أرى بالفعل المواطنين في غزة يسيرون بالأعلام البيضاء على طول الساحل ويتجهون جنوبا، حزب الله يجر لبنان إلى حرب قد تحدث، وهو يخطئ، وإذا ارتكب أخطاء من هذا النوع هنا فإن من سيدفع الثمن هو أولاً مواطنو لبنان، ما نفعله في غزة نعرف كيف نفعله في بيروت”.
وتابع غالانت مهددا: “طيارونا يجلسون في قمرة القيادة، وأنوف الطائرات تتجه نحو الشمال، لدينا ما يكفي للقيام بكل ما نحتاج إليه في الجنوب، لكن القوة الجوية موجهة نحو الشمال وقوتها كبيرة جداً، ولم نستخدم حتى عشرة في المئة من قوة سلاح الجو في غزة”.