تستعد العاصمة المغربية الرباط لاستقبال حدث استثنائي يتمثل في افتتاح برج محمد السادس، الذي يُعد الأعلى في المملكة بارتفاع يصل إلى 250 متراً. بعد الانتهاء من أعمال تطوير كبرى شهدتها المنطقة المحيطة بالبرج، لم يتبق سوى اللمسات الأخيرة قبل أن تُعلن الحكومة عن موعد الافتتاح الرسمي لهذا الصرح المعماري المميز، الذي يتصدر موقعاً استراتيجياً على ضفاف وادي أبي رقراق بين مدينتي الرباط وسلا.
ويتميز البرج بتصميمه المعاصر وأبعاده الهندسية التي تراعي أعلى المعايير العالمية، حيث تم تصميمه بحيث يكون مرئياً من مسافة تصل إلى 50 كيلومتراً، ويضم 55 طابقاً موزعة بين فندق فاخر وشقق سكنية عالية الجودة ومكاتب ذكية. ويضم المبنى كذلك منصّة عرض بانورامية في أعلى البرج، تتيح للزوار إطلالات خلابة على معالم المنطقة.
يشمل البرج، الذي يمتد على مساحة 102,800 متر مربع، 40 مصعداً حديثاً، منها 23 مصعداً داخل البرج، و17 مصعداً في قاعدته، مما يُعد من أبرز ميزات تصميمه. وقد تم تجهيزه بأنظمة متقدمة تلبي المعايير البيئية المستدامة، حيث تم تركيب ألواح شمسية لتوليد الطاقة، إضافة إلى أنظمة لاستعادة مياه الأمطار والمياه العادمة، فضلاً عن نظام طاقة متجدد لتوفير المياه الساخنة.
ويعد هذا البرج رمزاً للحداثة والابتكار، متطلعاً نحو مستقبل مشرق في سياق الانسجام مع التراث المغربي العريق، حيث يعكس الموقع القريب من المعالم التاريخية في الرباط وسلا تداخلاً بين الماضي والمستقبل، ويثير لدى البعض صورةً تُشبّه البرج بصاروخٍ يستعد للانطلاق.
وباعتباره إنجازاً معمارياً فريداً، يُمثل برج محمد السادس أحد أبرز معالم التقدم الهندسي في عهد الملك محمد السادس، ويشكل إضافة نوعية للبنية التحتية في المغرب، بفضل توظيفه لمفاهيم مبتكرة في التصميم والاستدامة البيئية.