قدمت فرقة “Al-Qasar and Guests”، مساء أمس الخميس على منصة أبي رقراق، عرضا موسيقيا فريدا جمع بين إيقاعات الروك والنغمات الإفريقية والمغاربية، مبدعة تجربة فنية متميزة أثرت فعاليات الدورة العشرين لمهرجان “موازين.. إيقاعات العالم”.
وأدت الفرقة عرضا حماسيا أمام جمهور غفير ملأ جنبات المنصة، جسدت من خلاله روح الإبداع الفني والانفتاح الثقافي، حيث تمازجت أنغام « الغاراج بانك » مع نغمات العود والإيقاعات الإفريقية في توليفة متناغمة تجاوزت الحدود التقليدية للأنماط الموسيقية.
وشارك في هذا العرض المميز مجموعة من أبرز النجوم في الساحة الفنية الإفريقية، من بينهم أسطورة الجاز المالي الشيخ تيغاني سيك، والمغنية المالية ماماني كيتا، وعازف العود التونسي مهدي حداب، الذين أضفوا بأدائهم بعدا روحيا وموسيقيا لقي تفاعلا وتصفيقا حارا من الجمهور.
وتألقت المغنية ماماني كيتا، وسط أضواء نابضة وإيقاعات متسارعة، حيث أسرت الجمهور بأدائها الحيوي وصوتها القوي في أغنية « Promises »، في تناغم مع تصاعد إيقاعات الفرقة.
وتولى مؤسس الفرقة توماس عطار قيادة العرض ببراعة فائقة على الجيتار الكهربائي، مطلقا تدفقا سلسا من النغمات الحادة والدافئة، التي امتزجت بتناغم بديع مع إيقاعات الطبول ورنين البيانو، لتخلق لوحة صوتية غنية وحية.
وتوج هذا العرض الاستثنائي بأداء مختار من أغاني ألبوم الفرقة الجديد « Uncovered » إلى جانب ألبوم « أوتار الشرق »، في توليفة موسيقية فريدة جمعت بين الروك والإيقاعات الإفريقية الأصيلة.
وتميز العرض بتمازج فريد بين ثقافات وأنماط موسيقية متعددة، حيث تداخلت الإيقاعات مع الجيتارات الصاخبة والأداء الغنائي المستوحى من الشعر والتراث الشعبي.
وتعد فرقة « Al-Qasar and Guests »، التي تجمع بين الثقافة الفرنسية والشرق أوسطية، مشروعا موسيقيا فريدا يمزج بين الروك الشرقي وإيقاعات الموسيقى الإفريقية والمغاربية، ليقدم تجربة عصرية تحمل روح التجديد والابتكار الفني.
وتأسس هذا المشروع بين مدن لوس أنجلوس وباريس وباماكو، ويعتبر من أبرز التشكيلات الفنية التي تعكس التنوع الثقافي والموسيقي في مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء.
وتقام الدورة العشرون لمهرجان « موازين – إيقاعات العالم » من 20 إلى 28 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث تقترح دورة هذه السنة برنامجا غنيا يلبي كافة الأذواق، ويجمع أبرز النجوم العرب والعالميين، ما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاءات استثنائية بين الجمهور ومشاهير الفنانين.
كما يعد المهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2001، وتنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا لا محيد عنه بالنسبة لعشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أكثر من مليوني متفرج في كل دورة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.