ميناء طنجة المتوسط: بوابة المغرب لتحقيق طفرة في صناعة السفن

يعمل المغرب على تحويل صناعة السفن إلى ركيزة اقتصادية خلال السنوات الخمس عشرة القادمة، مستفيدًا من موقعه الاستراتيجي الذي يجعله نقطة عبور رئيسية في القارة الإفريقية. من خلال برامج مثل “الجبهة الأطلسية” والاستثمارات الضخمة في موانئه ومنشآته البحرية، يسعى المغرب إلى إحداث نقلة نوعية في هذا القطاع، مما سيعزز من مكانته الاقتصادية والتجارية على الساحة العالمية.

تهدف الحكومة المغربية، بالتعاون مع وزارة النقل واللوجستيك، إلى بناء أسطول بحري تجاري مكون من 100 سفينة بحلول عام 2024. وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية وطنية متكاملة أعدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (CESE)، لتطوير هذا القطاع وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد الوطني.

استراتيجية لتقليل الاعتماد على الخارج

ترى الحكومة أن تطوير صناعة سفن محلية قوية لن يقتصر فقط على تنويع الاقتصاد، بل سيسهم أيضًا في نقل التكنولوجيا والمعرفة، كما سيحد من الاعتماد على الورش الأجنبية فيما يخص صيانة وإصلاح السفن. وأشار أحمد رضا الشامي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إلى أن المغرب يمتلك إمكانات كبيرة لتحقيق التفوق في سوق بناء السفن العالمي، لكن لم يتم استغلال هذه الإمكانات بشكل كامل بعد.

البنية التحتية والتكامل الصناعي

يمتد الساحل المغربي على مسافة 3,500 كيلومتر، ويضم أكثر من 43 ميناء، منها 14 ميناءً تجاريًا. كما يشهد تعاونًا وثيقًا بين صناعة السفن وصناعات أخرى مثل السيارات والطيران، وهو ما يشكل أساسًا متينًا لتطوير هذا القطاع. وفي إطار تحفيز الاستثمار، قامت الحكومة بإعداد بنية تحتية متطورة للموانئ، بالإضافة إلى إنشاء بنك مشاريع لتمويل ورش بناء السفن وتقديم دعم مالي للمستثمرين.

التحديات المستقبلية

رغم هذه الموارد الكبيرة والخطوات المتخذة، لا يزال القطاع يواجه تحديات قد تعيق نموه. وللتغلب على هذه العقبات، يوصي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بتبني استراتيجية وطنية شاملة تستفيد من التجارب الدولية الناجحة. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق توازن بين تطوير المهارات المحلية واستخدام التكنولوجيا الملائمة لتعزيز حضور المغرب في الأسواق الإقليمية والدولية.

خطط لتوسيع الموانئ وتحسين مناخ الاستثمار

من المقرر أن تشمل المرحلة القادمة من التطوير توسيع مينائي أكادير وطانطان لتخفيف الضغط عن الموانئ الرئيسية، وتسهيل اللوائح والإجراءات الضريبية لجذب المزيد من الاستثمارات، إضافة إلى تطوير بنية تحتية متخصصة مثل ورش بناء السفن في ميناء الدار البيضاء.

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد