انطلاق الموسم الدراسي.. أزيد من 8 ملايين تلميذ يلتحقون بمدارسهم مع إحداث 169 مؤسسة جديدة

التحق، أمس الاثنين، على المستوى الوطني، حوالي 8 ملايين و271 ألف تلميذة وتلميذ بمقاعدهم الدراسية، منهم أزيد من 7 ملايين و4 آلاف تلميذة وتلميذ بالتعليم العمومي، مؤطرين من طرف أزيد من 299 ألف أستاذة وأستاذ، موزعين على ما يفوق 12 ألفا و441 مؤسسة تعليمية، منها 6.886 بالوسط القروي.

وبهذه المناسبة، أعطى محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أمس الاثنين، الانطلاقة الفعلية للموسم الدراسي 2025/2026 تحت شعار: “من أجل مدرسة ذات جودة”، وذلك بزيارة لعدد من المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية مديونة بجهة الدارالبيضاء سطات، والتي ستتبعها زيارات تفقدية للعديد من المؤسسات التعليمية على مستوى الجهات الأخرى للمملكة.

وحسب بلاغ لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يبلغ عدد التلاميذ الجدد الذين التحقوا بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي بالتعليم العمومي حوالي 730 ألف تلميذ، بنسبة زيادة قدرها 7.4 في المائة.
ووفق البلاغ ذاته، يتميز الموسم الدراسي الحالي بإحداث 169 مؤسسة تعليمية جديدة، منها 72 مؤسسة بالوسط القروي، بالإضافة إلى 6 مدارس جماعاتية، كما تم إحداث 2.461 حجرة دراسية إضافية، في إطار توسيع المؤسسات التعليمية القائمة، وإحداث 15 داخلية جديدة، جميعها بالوسط القروي.

وتفعيلا لاستراتيجية الوزارة الرامية إلى تعميم وتطوير التعليم الأولي، خاصة بالوسط القروي، باعتباره مدخلا أساسيا للرفع من جودة التعليم ببلادنا، تم إحداث أزيد من 2500 حجرة جديدة بالمؤسسات الابتدائية العمومية مخصصة للتعليم الأولي، الذي يستقبل هذه السنة ما يقارب 985 ألفا و375 طفلة وطفلا، بزيادة 4.5 في المائة، من بينهم حوالي 663 ألف طفل بالتعليم الأولي العمومي، أي ما يمثل 67 في المائة من مجموع الأطفال المنتمين للتعليم الأولي. وفي إطار تعزيز جودة التعليم الأولي والرفع من الكفاءات التربوية للمربيات والمربين، استفاد حوالي 2500 مربية ومرب من التكوين الأساس، وما يقارب 13 ألفا و800 مربية ومرب من التكوين المستمر، وفق معطيات الوزارة.

وفي هذا الصدد، أعلنت الوزارة أن الدخول المدرسي الحالي 2025-2026 يشكل محطة مهمة في إطار مواصلة تنزيل برامج خارطة الطريق 2022- 2026، خاصة في ما يتعلق بمواصلة تنزيل مشروع مؤسسات الريادة، التي يبلغ عددها الإجمالي 4.626 مؤسسة بالتعليم الابتدائي، بزيادة 2.000 مدرسة ابتدائية مقارنة مع السنة الماضية، بتأطير من 75 ألف أستاذة وأستاذ (32 ألف أستاذ إضافي)، كما يبلغ العدد الإجمالي للتلاميذ بمجموع هذه المؤسسات التعليمية ما يناهز مليوني تلميذة وتلميذ، بحوالي 640 ألف تلميذ إضافي.
أما على مستوى السلك الإعدادي، أفادت معطيات الوزارة أن عدد إعداديات الريادة خلال الموسم الدراسي 2025/2026 يبلغ 786 مؤسسة، بزيادة 554 إعدادية مقارنة مع السنة الفارطة، بتأطير من 23 ألفا و716 أستاذة وأستاذا (16 ألفا و716 أستاذا إضافيا)، بينما يبلغ العدد الإجمالي للتلاميذ بإعداديات الريادة 677 ألفا و586 تلميذة وتلميذا، أي بحوالي 478 ألف تلميذة وتلميذ إضافي.
ولضمان جاهزية المؤسسات التعليمية المنخرطة في هذا المشروع الطموح، أكدت الوزارة أنها عملت على تزويدها بالمعدات والتجهيزات الضرورية، وذلك في إطار دعم العملية التعليمية وتحسين ظروف التعلم داخل هذه المؤسسات. وتهدف هذه الخطوة، توضح الوزارة، إلى تعزيز جودة الخدمات التربوية، وتمكين الأطر التربوية من الاشتغال في بيئة مناسبة تواكب متطلبات التكوين الحديث، ما ينعكس إيجابا على مردودية المتعلمين ويسهم في تحقيق أهداف الإصلاح التربوي المنشود.
أما بخصوص تدريس اللغات، تم توسيع شبكة المؤسسات التعليمية الابتدائية التي تدرس فيها اللغة الأمازيغية، كما تم العمل على تحقيق التغطية الشاملة لتدريس اللغة الإنجليزية بجميع مستويات السلك الثانوي الإعدادي.

واعتبارا لدور مراكز الفرصة الثانية في محاربة الهدر المدرسي، أشار البلاغ إلى أن الموسم الدراسي الحالي يعرف تخصيص 60 مركزا إضافيا، ما سيسمح بارتفاع عدد المستفيدين من هذه المراكز بما يناهز 6.000 تلميذة وتلميذ إضافي، ليبلغ عددهم الإجمالي 35 ألف تلميذة وتلميذ.
وتعزيزا لحكامة المنظومة التربوية ببلادنا، يضيف البلاغ، سيتم خلال هذا الموسم الدراسي استكمال تنزيل الهيكلة التنظيمية الجديدة للوزارة، فضلا عن ترسيخ آلية التعاقد من خلال تفعيل وتقييم عقود نجاعة الأداء المتمحورة حول أهداف الإصلاح التربوي، بين مختلف المستويات المركزية والجهوية والإقليمية للوزارة، بالإضافة إلى مواصلة تعميم “مشروع المؤسسة المندمج” للرفع من المردودية التربوية والتدبيرية للمؤسسات التعليمية.

وفي إطار الزيارات التفقدية التي يقوم بها الوزير للوقوف على ظروف انطلاق الموسم الدراسي الحالي، زار الوزير، في محطة أولى، مدرسة محمود درويش الابتدائية المنخرطة في مشروع مؤسسات الريادة بالجماعة الترابية سيدي حجاج واد حصار التابعة للمديرية الإقليمية مديونة، حيث عاين التحاق التلميذات والتلاميذ بالفصول الدراسية، كما تفقد مرافق المؤسسة والتجهيزات الرقمية والمادية التي تم توفيرها لتحقيق الظروف الملائمة للتحصيل الدراسي والارتقاء بالتعلمات، كما حضر جانبا من الأنشطة الموازية المنظمة لفائدة التلميذات والتلاميذ والتي تساهم في تفتحهم ونجاحهم الدراسي والمهني.
وفي محطة ثانية، زار الوزير الثانوية الإعدادية ابن سينا بسيدي حجاج واد حصار، وهي مؤسسة منخرطة في مشروع إعداديات الريادة. وشملت المحطة الثالثة والأخيرة من الزيارات التفقدية للمؤسسات التعليمية بالمديرية الإقليمية مديونة، تدشين الثانوية التأهيلية طه حسين بالجماعة الترابية سيدي حجاج واد حصار.
واعتبر الوزير، في ختام زياراته التفقدية، أن هذه الزيارات شكلت فرصة حقيقية للوقوف على مدى تفعيل الإجراءات والتدابير التي تم الاشتغال عليها، في وقت مبكر، لضمان انطلاق الموسم الدراسي في وقته المحدد وتوفير الشروط اللازمة لإنجاحه.

ومن بين هذه التدابير والإجراءات، تحدث الوزير، حسب البلاغ، عن إرساء لجنة مشتركة على المستوى المركزي لتتبع ومواكبة الدخول المدرسي بهدف تسريع معالجة الإشكالات والصعوبات الميدانية المطروحة من طرف الجهات المختصة في أقرب الآجال، وذلك لضمان انطلاق الموسم الدراسي بنجاح. كما أشار إلى تيسير عملية تسجيل التلاميذ والتواصل الإيجابي مع الأمهات والآباء وأولياء الأمور، بالتعاون والتنسيق مع السلطات المحلية، للتأكد من تسجيل جميع التلميذات والتلاميذ بالمؤسسات التعليمية، والحرص على استقبالهم في أحسن الظروف.
وبمناسبة هذه الزيارات التفقدية، تقدم وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى كافة الموظفين والأطر التربوية والإدارية بالشكر الجزيل، لما بذلوه من جهود من أجل الإعداد الجيد للدخول المدرسي الجديد واستكمال جميع العمليات التحضيرية المتعلقة به، كما دعا الأسر وباقي الشركاء إلى التعبئة الجماعية من أجل الارتقاء بمنظومتنا التربوية وتمكينها من لعب أدوارها في التربية والتنشئة الاجتماعية، متمنيا للجميع موسما دراسيا ناجحا ومليئا بالإنجازات، خدمة لناشئتنا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد