مطلوب أساتذة مغاربة لتعليم اللغة العربية في كتالونيا

أطلقت حكومة كتالونيا برنامجا رسميا لتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية داخل المؤسسات التعليمية الجهوية، في إطار شراكة مباشرة مع المغرب.

 ويعتمد هذا البرنامج، المعروف اختصارًا بـ LACM ، على أساتذة مغاربة يتم انتقاؤهم وتعيينهم وتمويلهم من طرف وزارة التربية الوطنية المغربية عبر مؤسسة الحسن الثاني لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج.

ويستهدف البرنامج تسهيل اندماج التلاميذ من أصول مغربية في النظام التربوي الإسباني، مع تمكينهم من الحفاظ على هويتهم الثقافية واللغوية. ففي الموسم الدراسي 2024-2025، استفادت 122 مؤسسة تعليمية في كتالونيا من هذه الدروس، من بينها أربع مدارس داخل التوقيت الرسمي، بينما اعتمدت البقية نظام الحصص الموازية خارج أوقات الدراسة. وبلغ عدد التلاميذ المستفيدين حوالي 1831 تلميذا، مع التأكيد أن الأعداد مرشحة للارتفاع مع بداية الموسم الحالي 2025-2026.

وحسب معطيات تربوية، يشارك في هذا البرنامج بكاتالونيا نحو 34 أستاذا مغربيا، وهو رقم يعكس التزام المغرب بإرسال كفاءاته التربوية المدربة لضمان جودة التكوين. وعلى المستوى الوطني في إسبانيا، تشير بيانات سابقة إلى أن المغرب كان قد أوفد سنة 2018 ما مجموعه 26 أستاذا لتغطية حاجيات مختلف المناطق الإسبانية.

ولا يقتصر انتشار هذا البرنامج على كتالونيا فقط، بل يشمل جهات إسبانية أخرى ذات كثافة للجالية المغربية. ففي الأندلس مثلا، سُجلت مشاركة 95 مؤسسة تعليمية خلال الموسم 2024-2025، استفاد منها أكثر من 1800 تلميذ. وهو ما يبرز الامتداد المتزايد للبرنامج على الصعيد الإسباني.

ويعتبر هذا البرنامج من أنجح المبادرات التربوية الموجهة للجاليات، إذ يحقق مكاسب مزدوجة: فمن جهة يساعد الأسر المغربية على صون هوية أبنائها الثقافية والدينية، ومن جهة أخرى يساهم في تعزيز التعددية الثقافية في المجتمع الإسباني. كما يمنح المغرب موقعا متقدما باعتباره شريكا مسؤولا وفاعلا في رعاية شؤونه التعليمية والثقافية بالخارج.

وبالنظر إلى حجم الجالية المغربية في إسبانيا، التي تتجاوز 900 ألف مقيم حسب إحصاءات 2024، يظل الطلب مرتفعا على هذا النوع من البرامج. وهو ما يجعل من تجربة LACM نموذجا للتعاون المثمر بين المغرب وإسبانيا، ويؤكد مكانة المغرب كبلد يواكب أبناءه في مسارهم الدراسي والاندماجي، دون التفريط في الجذور الثقافية واللغوية

 

 

 

 

 عن الصحراء المغربية -محمد دومة

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد