غارات إسرائيلية في بيروت وجنوب لبنان ردًا على إطلاق صواريخ

شنت إسرائيل غارات في جنوب لبنان وفي ضاحية بيروت، بعدما توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي بالرد “بقوة” على إطلاق صاروخين من لبنان نحو إسرائيل. وحزب الله ينفي مسؤوليته عن إطلاق الصاروخين، فيما دعت الأمم المتحدة لضبط النفس

.أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الجمعة (28 مارس 2025). وأوردت الوكالة « أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على حي الحدت في الضاحية الجنوبية ». جاء ذلك عقب إطلاق صاروخين من لبنان نحو إسرائيل.

وقال شاهد من رويترز إن سلاح الجو الإسرائيلي شن غارة جوية كثيفة على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقالت مصادر أمنية لرويترز إن الغارة سمع دويها في أنحاء العاصمة اللبنانية وأدت إلى تصاعد عمود كثيف من الدخان الأسود.

وسمع مراسلو وكالة أسوشيتد برس (AP) في بيروت، دويا هائلا وشاهدوا دخانا يتصاعد من المنطقة التي تعهد الجيش الإسرائيلي بضربها.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم بنية تحتية لتخزين الطائرات المسيرة التي يستخدمها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال في بيان عقب الغارة « ضربت قوات الدفاع الإسرائيلية موقعا تستخدمه وحدة حزب الله الجوية (127) لتخزين المسيرات في منطقة الضاحية ».

وقبيل ذلك أصدر الجيش الإسرائيلي « نداء عاجلا » تحذيرا لإجلاء سكان من منطقة الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال المتحدث باسم الجيش افيخاي أدرعي موجها كلامه للسكان: « أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله، حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع بقوة على المدى الزمني القريب ».

وفي وقت سابق اليوم قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان بعد ساعات من إطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل. من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية عن تعرّض العديد من البلدات في جنوب لبنان للقصف المدفعي.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن الغارة الإسرائيلية على بلدة كفرتبنيت في جنوب لبنان « أدت في حصيلة محدثة إلى سقوط قتيل وإصابة ثمانية أشخاص بجروح من بينهم ثلاثة أطفال »

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان أن « قذيفتين صاروخيتين » أطلقتا من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية، مشيرا إلى اعتراض واحدة وسقوط الثانية داخل لبنان.

وعلى إثر ذلك حذر وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأنه « إذا لم يعم الهدوء في بلدات الجليل، لن يكون هناك هدوء في بيروت ». وأضاف « الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية المباشرة عن أي إطلاق نار باتجاه الجليل. لن نسمح بالعودة إلى واقع ما قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقال كاتس « سنضمن أمن سكان الجليل، وسنعمل بقوة ضد أي تهديد ».

من جانبه نفى حزب الله اللبناني اليوم الجمعة « أي علاقة » له بإطلاق صاروخين صباحا من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مؤكدا « التزام حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار ».

وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ « منظمة إرهابية ».

لبنان يدين الغارات والأمم المتحدة تدعو لـ »ضبط النفس »

ودعت الأمم المتحدة إلى « ضبط النفس »، وقالت ممثلة المنظمة الدولية في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت في بيان « العودة إلى صراع أوسع نطاقا في لبنان سيكون مدمّرا للمدنيين على جانبَي » الحدود، « ويجب تجنبه بأي ثمن ». وأضافت « من الضروري أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس ».

ودان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في بيان « الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المدنيين والمناطق السكنية الآمنة التي تنتشر فيها المدارس والجامعات »، مشددا على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، وعلى ضرورة الانسحاب الكامل من النقاط التي لا زالت تحتلها » في جنوب لبنان، « بأسرع وقت ممكن ».

ودعا رئيس الحكومة اللبناني إلى إجراء « التحقيقات اللازمة » لكشف « الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة ».

وقال الجيش اللبناني في بيان إنه « تمكن من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر – النبطية شمال نهر الليطاني، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها »، في حين قال مصدر أمني لبناني لوكالة فرانس برس شرط عدم كشف اسمه إن الموقع يبعد 15 مترا فقط من نهر الليطاني الذي كان من المقرر أن ينسحب حزب الله إلى شماله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

من جانبه، دان الرئيس اللبناني جوزاف عون « كل المحاولات البغيضة لإعادة لبنان إلى دوامة العنف ». ونشر مكتب الرئيس عون على منصة إكس أن عون أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة لباريس بأن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت هو استمرار للانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، داعيا « المجتمع الدولي إلى أن يضع حدا لهذه الاعتداءات وإرغام إسرائيل على التزام الاتفاق كما لبنان ملتزم به ».

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ الضربات الإسرائيلية على لبنان « غير مقبولة » وتشكّل « انتهاكا لوقف إطلاق النار ». وقال ماكرون الذي استقبل نظيره اللبناني في باريس، إنّ هذه « الضربات هي إجراءات من جانب واحد، تنتهك تعهّدا معيّنا وتأتي لصالح حزب الله ». وقال لم نحصل على معلومات تشير إلى ضربات نفذها حزب الله ونشاطات عسكرية في الجنوب ».

وأعلن ماكرون أنّه سيتحدث هاتفيا مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب « في الساعات المقبلة » ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غضون يومين، بشأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد