اصبحت الكتابة على الجدران أمرا لامناص منه ، اذا لايخلو ركن من ازقة وشوارع مدينة المحمدية من تجليات هذه الظاهرة الغريبة والدخيلة وبتلوينات وبرسومات يصعب فك شفراتها ورموزها احيانا ، حيث اعتبرها البعض فنا وتعبيرا وملاذا آمنا للكشف عن ما يخالج الشباب واليافعين من احاسيس وهموم وقضايا سواء تعلق الامر بما هو شخصي اوعام ..فيما اعتبرها البعض الاخر تهورا وفوضى عارمة وعبثا لايليق بمستوايات الاداب والسلوكات الاخلاقية علاوة على تشويه وتدنيس الفضاءات العمومية الى حدا اعتبارها من طرفهم خزعبلات وموبقات وبدع سلبية دخيلة لاتمث باية صلة وصل بالتقاليد والثقافة والعادات المغربية والعربية..
ومقابل هذا وذاك، اعتبرها رأي ثالث ان رد فعل المقدمين على هذا السلوك لايعتبر خروجا عن المألوف والمعتاد،بل راجع بالاساس الى غياب السياسات العمومية لتأطير هؤلاء الشباب من اجل تمكينهم وتوفير هم الاطارات والمرافق العمومية بغية تفجير طاقاتهم ومهاراتهم بشكل سليم وصحيح .
الا ان مايدعو للتذمر والاسف في هذا الباب اصبحنا نخشى المرور ومرافقة ابنائنا وامهاتنا وابائنا بجانب هذه الجدران التي تحمل بين طياتها تعبيرا ورسومات نابية وساقطة اضحت تستدعي الحيطة والحذر والانتباه من بعيد لكي لاتصادفك وتجد نفسك في موقف لاتحسد عليه امام وضع دخيل علينا يتم بشكل غير مرئي وكاننا امام كائنات غريبة او اشباح .
وامام عجز تام للجهات المعنية للتصدي لهذه الظاهرة وايجاد حلول حاسمة لضبطها واحتوائها وتاطيرها من خلال فتح ورشات ونقاشات..في وجه هؤلاء” الرسامين والخطاطين” من طرف دور الشباب بالمدينة والمجتمع المدني.