تعيش ليبيا اليوم السبت أول انتخابات تشريعية في تاريخها خلال الخمسين سنة الأخيرة، ورغم العنف الذي قد يتخللها وتهديدات انفصال الشرق، يعتبرها المراقبون انتخابات حاسمة نحو إرساء الديمقراطية مستقبلا بعد عقود من أشد الدكتاتوريات العربية تحت حكم معمر القذافي.
وأكدت اللجنة المشرفة على الانتخابات أن أكثر من مليوني و800 ألف ناخب سيدلون بأصواتهم لاختيار مائتي مرشح للبرلمان (المؤتمر الوطني العام) من أصل ثلاثة آلاف مرشح ومن ضمنهم 500 امرأة.
ودعا رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الشعب الليبي الى التصويت بكثافة في هذه الانتخابات نحو إرساء الديمقراطية. وسيعوض البرلمان المقبل المجلس الوطني الانتقالي وهو هيئة مؤقتة تشرف على تسيير البلاد منذ اندلاع الثورة.
وسيحتدم التنافس الانتخابي بين أربعة أحزاب وهي حزب العدالة والبناء (قريب من الإخوان المسلمين) بقيادة محمد صوان وحزب الوطن الذي يقوده عبد الحكيم بلحاج وهو مقرب من السلفيين الذي تزعم الجناح العسكري لثورة فبراير التي أطاحت بمعمر القذافي ثم حزب محمود جبريل ذو التوجه الليبرالي وأخيرا حزب التيار الوسطي بزعامة علي الطرهوني. وتؤكد مختلف التقارير أنه رغم اعتماد النسبة في هذه الانتخابات لتفادي هيمنة حزب معين، فحزب الإخوان المسلمين سيكون الفائز بسبب تنظيمه المتين وقوة حملته الانتخابية.
وهناك تخوف من وقوع أعمال عنف خاصة شرق البلاد الذي ينادي بالفيدرالية ويهدد بالانفصال في مواجهة ما يسميه “قوة مركز طرابلس” إلا أن الليبيين يعتبرون ذلك العنف هامشيا ومؤقتا والأساسي هو الانتخابات التي ستجعلهم دولة تسير نحو الديمقراطية.