أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024، في إعلان مفاجئ يأتي قبل اقل من أربعة أشهر على الانتخابات وبعد أسابيع على الشكوك التي أحاطت بوضعه الجسدي والذهني وقال بايدن الديموقراطي البالغ من العمر 81 عاما في بيان “أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن انسحب وأن أركز فقط على مهامي كرئيس الى حين انتهاء ولايتي”.
وانضم سناتور أمريكي بارز الأحد إلى الدعوات الموجهة للرئيس جو بايدن لإنهاء ترشيحه لصالح ديموقراطي أصغر سنا، في حين عزز استطلاع صادم من ولاية ميشيغان المتأرجحة الشعور المتزايد بأنه سيخسر أمام دونالد ترامب إذا بقي في السباق.
وقال السناتور جو مانشين، وهو مستقل ذو ميول ديموقراطية من ولاية فرجينيا الغربية، لشبكة “سي إن إن” “لقد اتخذت هذا القرار بقلب مثقل، لكنني أعتقد أن الوقت قد حان لتمرير المشعل إلى جيل جديد”.
يعزز هذا النداء الذي أطلقه صديق قديم للرئيس موجة من النداءات العاجلة المتزايدة من مسؤولين كبار في الحزب لبايدن البالغ 81 عاما لسحب ترشحه لولاية جديدة مع تزايد المؤشرات على تراجع دعمه.
وقدرة بايدن على الرد محدودة، فهو معزول بسبب إصابته بكوفيد في منزله بولاية ديلاوير منذ الأربعاء، وقيل إن صحته تتحسن لكن حضوره العام اقتصر على سلسلة من الهجمات على ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي.
في غضون ذلك، حمل استطلاع جديد للرأي في ميشيغان التي تمثل ساحة تنافس شديد أنباء قاتمة للرئيس، وقد نظم ترامب فعالية حاشدة في الولاية السبت حيث ظهر مع ضم ادة على أذنه اليمنى التي جرحت في محاولة اغتياله.
وأظهر الاستطلاع الذي بدأ في اليوم الذي أصيب فيه ترامب في تجمع حاشد في بنسلفانيا وانتهى أثناء قبوله ترشيح حزبه في ميلووكي، أن ترامب يتفوق على بايدن بنسبة 49 في المئة مقابل 42 في المئة في ولاية فاز بها الديموقراطيون قبل أربع سنوات بفارق ثلاث نقاط مئوية.
وأظهر استطلاع “إبيك-إم آر إيه” أن ترامب ضاعف تقدمه منذ الاستطلاع الأخير الذي أجري في 27 يونيو، قبل المناظرة الرئاسية التي كانت نتيجتها كارثية على شعبية الرئيس. حتى أن الاستطلاع أعطى ترامب تقدما بفارق ضئيل في مدينة ديترويت الكبرى، وهي منطقة ديموقراطية في العادة.
وأظهر استطلاع آخر أجرته “إيه بي سي نيوز” وشركة “إبسوس” أن ترامب يتمتع بأعلى معدلات تأييد على المستوى الوطني منذ سنوات – بنسبة 40 بالمئة – مدفوعا بلا شك بالمؤتمر الجمهوري الناجح وزيادة التعاطف بعد محاولة اغتياله. أثارت موجة الأخبار السيئة بالنسبة لبايدن تكهنات حول ما قد يفعله ومن قد يحل محله إذا سحب ترشحه.
وينظر كثيرون إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس على أنها بديل منطقي، لكن العديد من الديموقراطيين يفضلون أن تتنافس على بطاقة الترشح مع بعض الوجوه الديموقراطية الصاعدة.
ودعا مانشين في ظهوره على شبكة “سي إن إن” إلى “عملية اختيار مفتوحة”، مشيرا إلى أن الحزب يزخر بالطاقات.
وأضاف مانشين أنه من خلال تراجعه عن الترشح، يمكن لبايدن استخدام الأشهر المتبقية له في منصبه “لتوحيد بلادنا” و”المساعدة في لم الشمل”.
في هذه الأثناء، يعارض بعض الجمهوريين تغيير المرشح الديموقراطي في هذا الوقت المتأخر من الحملة الانتخابية.
وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون لشبكة “سي إن إن” إن الديموقراطيين سيواجهون “عقبات قانونية” في بعض الولايات وسيواجهون “مشكلة حقيقية”.
ويستعد الجانيان حاليا لاحتمال ترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس، وبحسب ما ورد، تعد حملة ترامب لسيناريوهات مواجهتها سياسيا.
حتى أن بعض الديموقراطيين الذين كانوا من أشد المؤيدين لبايدن بدأوا في التحوط في تعليقاتهم، في ظل غموض الوضع.
وقال النائب جيمس كلايبورن من ولاية كارولينا الجنوبية، وهو مشرع أسود أعطى بايدن تأييدا حاسما في عام 2020، لشبكة “سي إن إن” “أنا أؤيد جو بايدن وسيكون المرشح إذا بقي في السباق”.
وعندما س ئل عما إذا كان بايدن هو المرشح الأفضل لمواجهة ترامب، أجاب “أعتقد أنه جيد جدا”، لكنه أضاف “هل هو الوحيد؟ لا، ليس الوحيد”. وتابع كلايبورن “سأقف معه إلى أن يغير رأيه”.