ترامب: اتفاق وشيك مع أوكرانيا “لاستعادة أموال” مساعداتنا لهم

قبيل الذكرى الثالثة للغزو الروسي، اقترحت واشنطن مشروع قرار أممي يدعو إلى “نهاية سريعة” للنزاع في أوكرانيا من دون أي إشارة إلى وحدة أراضيها. فيما أعلن رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر أن من “مصلحة” واشنطن “دعم” كييف

.قال مسؤولون أوكرانيون في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد (23 فبراير 2025) إن روسيا شنت عدة موجات من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال الليل استهدفت كييف وأجزاء أخرى من أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل مدني في كريفي ريه وإلحاق أضرار بمبان وسيارات في كييف وأماكن أخرى.

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اليوم الأحد، أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية، دمرت 20 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية. وقال البيان « خلال الليلة الماضية، دمرت أنظمة الدفاع الجوي المناوبة 20 طائرة مسيرة أوكرانية، منها 5 طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعة أوريول، و4 طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعة بيلجورود، و4 طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعة كورسك »، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

وأضاف البيان « وتم تدمير 3 طائرات مسيرة فوق أراضي مقاطعة ليبيتسك، وطائرتان مسيرتان فوق أراضي مقاطعة تولا، وطائرتان مسيرتان فوق أراضي مقاطعة فورونيج ».

ويتعذر التحقق من البيانات الأوكرانية والروسية من مصدر مستقل.

ستارمر: من « مصلحة » واشنطن « دعم » كييف

ومساء السبت كتب رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر في مقال نشرته صحيفة « ذا صن » البريطانية على موقعها الإلكتروني « من مصلحة المملكة المتحدة والولايات المتحدة دعم أوكرانيا مع ضمانات أمنية ». وتابع ستارمر « الرئيس ترامب محق أيضا في… معرفة ما إذا كان ثمة اتفاق سلام جيد موجود على الطاولة »، مضيفا أنه « في كل مرة » تحدث فيها إلى ترامب « أذهلني التزامه بالسلام ».

ودعا كييف إلى المشاركة في المفاوضات وإلى طلب « ضمانات أمنية قوية » من الولايات المتحدة.

في وقت سابق السبت شدد ستارمر ورئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين على « ضرورة إرساء سلام عادل ودائم » في أوكرانيا، وفق ما صرح متحدث باسم داونينغ ستريت السبت.

وبعد نحوثلاثة أعوام من الغزو الروسي لأوكرانيا، توافق الجانبان اللذان تشاورا هاتفيا صباح السبت على « وجوب أن تكثف أوروبا جهودها من أجل المصلحة والأمن الاوروبي المشترك ».

وتعهد الزعيم العمالي الذي يلتقي الرئيس ترامب الخميس في البيت الأبيض « مواصلة مباحثاته المهمة في الأيام والأسابيع المقبلة بما في ذلك في واشنطن »، بحسب بيان رئاسة الوزراء.

ويخشى الأوروبيون أن ينهي ترامب الحرب التي بدأتها روسيا في شباط/فبراير 2022 بشروط تصب في مصلحة موسكو من دون منح كييف ضمانات أمنية. ويصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين إلى واشنطن.

وخلال اتصال منفصل السبت مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كرر ستارمر « دعم المملكة المتحدة الثابت لأوكرانيا »، بحسب داونينغ ستريت. وأضاف المصدر نفسه أن ستارمر وزيلينسكي « اتفقا على أنها لحظة مهمة بالنسبة إلى مستقبل أوكرانيا والأمن الأوروبي برمته ». وكرر ستارمر أن « أوكرانيا ينبغي أن تكون في صلب أي مفاوضات تهدف الى وضع حد للحرب ».

وتعتزم المملكة المتحدة الإعلان عن عقوبات جديدة لـ « زيادة الضغط » على روسيا في ذكرى مرور ثلاث سنوات على غزو موسكو لأوكرانيا. وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إنه سيعلن عن العقوبات التي وصفها بأنها أكبر حزمة تدابير منذ الأيام الأولى للنزاع، وذلك يوم الاثنين بمناسبة الذكرى السنوية. وأضاف لامي أن الهدف من هذه العقوبات هو ضرب إيرادات روسيا وإضعاف « الآلة العسكرية » للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب وكالة بي إيه ميديا البريطانية.

اتفاق وشيك: « النفط والمعادن الثمينة مقابل أموال المساعدات »

وفي نفس السياق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس السبت إن أوكرانيا والولايات المتحدة على وشك التوصل لصيغة نهائية بشأن اتفاق يتعلق بالمواد الخام.

وقال ترامب في مؤتمر العمل السياسي المحافظ بالقرب من العاصمة واشنطن « أعتقد أننا قريبون للغاية من اتفاق، ومن الأفضل أن نكون قريبين من اتفاق، لان الوضع مروع » مشيرا إلى الحرب الروسية الدائرة في أوكرانيا.

وأكد الرئيس الأمريكي أنه يحاول « استعادة أموال » المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، على خلفية مباحثات بين واشنطن وكييف محورها التوصل إلى اتفاق يتصل بموارد كييف من المعادن. إلا أن الرئيس زيلينسكي لا يزال « غير مستعد » لمنحه حق الوصول على أساس تفضيلي إلى المعادن الاستراتيجية في بلاده. وقال ترامب « أتواصل مع الرئيس زيلينسكي، وأتواصل مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين. أحاول استعادة الأموال أو تأمينها ».

وأضاف « أعطت أوروبا المال في صورة قرض، وستسترد أموالها. أما نحن فقد أعطينا المال من دون مقابل، لذلك أريد منهم أن يعطونا شيئا في مقابل كل الأموال التي دفعناها ». وتابع في خطاب في مؤتمر العمل السياسي المحافظ (سيباك)، وهو تجمع سنوي للمحافظين يعقد قرب واشنطن، « سأحاول وضع حد لكل هذا الموت ».

وقال الرئيس الأمريكي « نطلب معادن نادرة ونفطا، أي شيء يمكن أن نحصل عليه ». وشدد ترامب « سنستعيد أموالنا لأن هذا ليس عادلا. وسنرى ما سيحدث، ولكنني أعتقد أننا قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق، ومن الأفضل أن نكون قريبين جدا لأن هذا كان وضعا مروعا ».

وقال مصدر أوكراني قريب من الملف لوكالة فرانس برس « يريدون سلب 500 مليار » دولار منا، مؤكدا أن أوكرانيا اقترحت « تعديلات وبطريقة بناءة » على مشروع الاتفاق بشأن المعادن.

من جهته قال المبعوث الأميركي كيث كيلوغ الذي زار كييف إن زيلينسكي يدرك أن توقيع مثل هذه الوثيقة « أمر بالغ الأهمية ».

من جهة ثانية اقترحت الولايات المتحدة على الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار يدعو إلى « نهاية سريعة » للنزاع في أوكرانيا من دون أي إشارة إلى وحدة أراضيها. يدعو مشروع القرار الذي لا يتجاوز 65 كلمة واطّلعت عليه وكالة فرانس برس الجمعة إلى « نهاية سريعة للنزاع وإلى سلام مستدام بين أوكرانيا وروسيا »، في صياغة مقتضبة تختلف تماما عن نصوص سابقة للجمعية تدعم صراحة أوكرانيا.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد